يعتبر التلفزيون من أكثر المؤثرات الإعلامية انتشارًا وتأثيرًا في حياه الأطفال حيث دلت دراسة قام بها اتحاد المعلمين الكنديين عام 2003 أن 75% من الأطفال الكنديين يشاهدون التلفزيون بصفة يومية، ويستوي في ذلك الأولاد والبنات من المراحل الدراسية المختلفة، وأن مدى تأثير التلفزيون على الأطفال يعتمد على العديد من العوامل؛ منها: مقدار المشاهدة, عمر الطفل, شخصية الطفل, وإذا ما كان الأطفال يشاهدون التلفزيون بمفردهم أو بصحبة الكبار, كذلك إذا كان الآباء يتحدثون مع الأطفال عما يشاهدونه أم لا. وللتقليل من الآثار السلبية المحتملة لمشاهدة التلفزيون على حياة الأطفال علينا فهم طبيعة الأثر الذي يمكن أن يتركه التلفزيون على الأطفال. ومن تلك الآثار السلبية المحتملة ما يلي: العنف violence فعلى مدار العقدين الماضيين أجريت مئات الدراسات التي تناولت بالفحص والدراسة كيفية تأثير برامج العنف المعروضة بالتلفزيون في حياة الأطفال والكبار البالغين. وبالرغم من صعوبة إيجاد علاقة سببية بين تلك البرامج وميل الأطفال والكبار للعنف, إلا أن هناك إجماعا متناميا على احتمال تعرض بعض الأطفال للمشاهد العنيفة والرسائل الضمنية التي تنم عن العنف. ولقد حدد الباحثون ردود أفعال الأطفال للعنف الذي يشاهدونه على شاشة التلفزيون إلى ثلاثة أشكال؛ هي كما يلي: أولاً: الإحساس المتزايد بالخوف إن الأطفال, وعلى وجه الخصوص البنات منهم, أكثر عرضة من البالغين لأن يكونوا ضحايا للإحساس بالعنف الوارد إليهم عن طريق التلفزيون, الأمر الذي من شأنه أن يزيد إحساسهم بالخوف. ثانيًا: بلادة الإحساس بالعنف في الحياة الواقعية فأكثر برامج الأطفال عنفًا هي برامج الكرتون التي يصور العنف فيها في شكل فكاهي. ونادرًا ما تعرض النتائج الحقيقية لهذا العنف. ثالثًا: تزايد السلوك العدواني لدى الأطفال هذا ينطبق على واقع الأطفال الصغار الأكثر ميلاً لإظهار سلوكيات عنيفة بعد مشاهدة عروض أو أفلام تلفزيونية تنطوي على مشاهد عنف. ومن هنا، على الآباء الاهتمام البالغ بما يشاهده الأطفال في البرامج الإخبارية، حيث برهنت الدراسات على أن الأطفال أكثر خوفًا من العنف المعروض عليهم في الأخبار من أي برامج أخرى؛ فالخوف القائم على أخبار حقيقية واقعية يتزايد لدى الأطفال ويصبحون أكثر قدرة على التمييز بين ما هو خيالي وما هو واقعي. تأثير التلفزيون على النمو الصحي للأطفال للتلفزيون قدرة على التأثير في تعلم وأداء الأطفال داخل المدرسة وخاصة إذا تناغم مع الوقت الذي يحتاجه الأطفال لممارسة الأنشطة اللازمة لنموهم نموًا عقليًا وبدنيًا وصحيًا. فمعظم أوقات الفراغ لدى الأطفال وخاصة خلال سنوات الدراسة المبكرة, ينبغي شغلها بالأنشطة مثل اللعب, والقراءة, والرحلات الاستكشافية للطبيعة, والمشاركة في الألعاب الرياضية. إلا أن مشاهدة التلفزيون تعتبر من أنشطة الكسل والخمول، وثبت أنها عامل بالغ الخطورة في ظاهرة السمنة لدى الأطفال. وطبقًا لما أعلنته جمعية أطباء القلب الكندية، فإن طفلا واحدا من بين كل أربعة أطفال في المرحلة العمرية ما بين سبع واثنتي عشرة سنة يعاني السمنة. فالوقت الذي يقضيه الطفل أمام شاشة التلفزيون غالبًا ما يأتي على حساب ممارسة الأنشطة التي تجعل الطفل أكثر نشاطًا خلال أوقات الفراغ. تناولت دراسة أمريكية بعنوان «إدمان التلفزيون» دارسة الأسباب التي تكمن وراء عدم قدرة كل من الأطفال والكبار على إطفاء أجهزة التلفزيون. وطبقًا لما يراه الباحثون، فإن المشاهدين ينتابهم إحساس فوري بالارتخاء والراحة عند تشغيل أجهزة التلفزيون؛ ولكن هذا الشعور يختفي بسرعة بمجرد إطفاء الجهاز. وعلى وجه العموم، فبينما يشعر الناس بنشاط أكثر بعد ممارسة الألعاب الرياضية أو الهوايات، فإنه بعد مشاهدة التلفزيون عادةً مايشعرون بالخمول.وتبعًا لهذه الدراسة فإن الناس يشاهدون قدرًا أكثر مما يخططون لمشاهدته، حتى رغم أن المشاهدة المستديمة ليس لها مردود إيجابي. والتلفزيون يساهم بدرجة خطيرة في ظاهرة السمنة لدى الأطفال حيث تسوق الإعلانات الوجبات السريعة للصغار. وتبعًا لجمعية مرضى السكر الكندية فإن معظم إعلانات الأغذية في برامج الأطفال تنصب على الوجبات السريعة، والحلوى والشيكولاته، وغيرها. وتمثل الإعلانات عن الطعام الصحي نسبة 4% فقط من مجمل تلك الإعلانات. وتخصص الكثير من الأموال لتلك الإعلانات التي تنجح في التأثير على سلوك المستهلك؛ فمثلاً مطاعم ماكدونالد (McDonalds) التي تعتبر أكثر معلن عن الطعام تلفزيونياً في العالم، أنفقت 500.000000 دولار على حملتها الإعلانية «نحب أن نرى ابتسامتك»! |
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا
ادارة المنتدي
انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل